مرحبا بك عزيزي الزائر. المرجوا منك أن تعرّف بنفسك و تدخل المنتدى معنا. إن لم يكن لديك حساب بعد, نتشرف بدعوتك لإنشائه

انضم إلى المنتدى ، فالأمر سريع وسهل

مرحبا بك عزيزي الزائر. المرجوا منك أن تعرّف بنفسك و تدخل المنتدى معنا. إن لم يكن لديك حساب بعد, نتشرف بدعوتك لإنشائه
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

علماء الجزائر(ابن العنابي) 2- منقول مع التصرف

اذهب الى الأسفل

علماء الجزائر(ابن العنابي) 2- منقول مع التصرف Empty علماء الجزائر(ابن العنابي) 2- منقول مع التصرف

مُساهمة من طرف yamanifoudhil1972 الأحد 8 فبراير - 13:10

العودة إلى مصر والاستقرار فيها:

لما عاد المترجم إلى الإسكندرية كان مفتيها الشيخ خليل السعران قد توفي، فقام محمد علي باشا بتعيين المترجم مفتياً للحنفية فيها، وهناك أخذ العلماء عنه من أهل الإسكندرية ومن خارجها، مثل الشيخ عبد اللطيف بن عبد الرحمن آل الشيخ الذي زاره سنة 1247، وكذا محمد القاوقجي.


بقي المترجم في الإفتاء حتى سنة 1266 حين عزله عباس باشا بسعي بعض مشايخ السوء، ولذلك قصة، خلاصتُها أن المشكلات كثرت من أرباب الدعاوى بسبب المفتين -على اختلاف المذاهب- وارتشائهم، فتضايق محمد علي باشا أواخر أيامه وأمر المترجم أن يؤلف كتاباً يجمع فيه ما رجح من أقوال الأئمة الأربعة ويُعتمد في القضاء، فألّف كتابه: ((صيانة الرياسة في القضاء والسياسة)).


فلما ولي عباس باشا سنة 1265 سعى بعض المشايخ من أصحاب المصالح الشخصية في إبطال هذا الكتاب، وما زالوا يكيدون له عند الوالي ويتّهمونه زوراً بالعظائم[4] حتى نقم عليه وعزله سنة 1266، وولّى مكانه تلميذه الشيخ محمد البنّا، فأقام المترجم معتزلاً في بيته، حتى وافاه الأجل.


وفاته:

توفي رحمه الله تعالى في ربيع الآخِر سنة 1267، عن ثمان وسبعين سنة، وأرَّخ وفاته الشاعر محمد عاقل بقوله: ((اليوم رمس مفتي الإسكندرية)).

وذُكر أن أسرة المترجم ما تزال حتى اليوم بالإسكندرية، وتُعرف بأسرة المفتي الجزائرلي.


مؤلفاته وآثاره:

ذُكر أن له تآليف كثيرة، ومنها:

1- السعي المحمود في نظام الجنود، وهو أجلّ مؤلفاته وأشهرها[5].

2- صيانة الرياسة ببيان القضاء والسياسة.

3- شرح ((الدر المختار)) (في الفقه الحنفي)، وصل إلى ثلثيه، وقرَّظه عالم تونس محمد بيرم الرابع.

4- العقد الفريد في التجويد.

5- التوفيق والتسديد في شرح الفريد في التجويد.

6- إمعان البيان في بيان أخذ الأجرة على القرآن.

7- شرح التوحيد للبركوي، لم يتمّه.

8- خاتمة في التوحيد.

9- المقتطف من الحديث، اقتطفه من صحيح ابن حبان.

10- المنتقى من الصِّحاح، في الحديث.

11- المنتخب من فوائد المنتقي لزوائد البيهقي للبوصيري، أفادني أحد الفضلاء أنه بخط المترجَم في دار الكتب المصرية.

12- التحقيقات الإعجازية بشرح نظم العلاقات المَجازية، في البلاغة والأدب.

13- رسائل ثماني عشرة في وقف العقار.

14- رسالة في أداء زكاة الفطر.

15- رسالة خاصة بالمرأة.

وله أيضاً فتاوى كثيرة منثورة، وإجازات متعددة[6]، ومراسلات مع العلماء والساسة، وله أيضاً تقاريظ وتعاليق على بعض الكتب.


عنايته بالحديث:

كان المترجم معتنياً بالحديث[7] -موازنة بأهل عصره- محباً له، وكان يُقرئه، ولا سيما صحيح الإمام البخاري، فيظهر أنه أقرأه مراراً، ومما أقرأه أيضا أطراف الكتب الستة، وهذا قد يكون موجوداً عند غيره من معاصريه، ولكن نجده أيضاً أقرأ تلميذه الشيخ عبد الرحمن بن حسن آل الشيخ في كتاب الأحكام الكبرى لعبد الحق الإشبيلي، وانتخب كتاباً من أحاديث صحيح ابن حبان، وآخر من زوائد سنن البيهقي، وهي كتب متخصّصة قلّ من اعتنى بها في وقته، وله كتاب آخر انتقى فيه من الصحاح، وهذه جهود نادرة في وقت كان فيه علم الحديث غريباً، ثم إن كتابه نظام الجنود جلُّه استدلال بالحديث، ويأتي قريباً نصٌّ منه يدلُّ على اعتماده الدليل الصريح، وقد وصفه الشيخان عبد الرحمن بن حسن وإبراهيم السقّا بأنه أثري، وهذا يسوقنا للإشارة إلى عقيدة المترجم.


عقيدته:

كان رحمه الله أثرياً سلفياً، وحسبُه تزكية إمام عصره العلامة عبد الرحمن بن حسن آل الشيخ إذ يقول: ((لقيتُ بمصر مفتي الجزائر محمد بن محمود الجزائري الحنفي الأثري، فوجدتُه حسن العقيدة، طويل الباع في العلوم الشرعية)).


ووردت عنه بعض النصوص والنقول تؤكد اتباعه لمنهج السَّلف، أذكرها فيما يأتي:

موقفه في توحيد العبادة:

يظهر أن المترجم مر بأطوار في هذه المسألة، فلعله كان مثل أكثر أهل عصره نشأ في جو يتساهل ويجوّز التوسل بالنبي صلى الله عليه وسلم والصالحين، فنجد له نصّ تملكٍ بخطّه: ((تملَّكه الفقير إليه سبحانه محمد بن محمود بن محمد بن حسين الجزائري الشهير بابن العنابي أصلح الله حاله، وأفاض عليه برَّه ونواله، بالنبي وآله، سنة 1228))، وهذا التاريخ لما كان في الجزائر.


ولكن لما استقر في مصر يبدو أن اطلاعه وتحريره المسائل وثقافته قد ازدادت، فنجد هذا الموقف قد تغيَّر[8]، فذكر العلامة عبد الرحمن بن حسن -كما تقدم- أنه لما لقيه بعد سنوات في مصر وجده حسن العقيدة، ووصفه بالأثري، ولقاؤه له بين سنتي 1237 و1241.


ثم قال ابنُه العلامة عبد اللطيف بن عبد الرحمن آل الشيخ -ولقاؤه بالمترجم كان سنة 1247- في مصباح الظلام (ص287): ((وأما ما ورد في السنن من السؤال بحق السائلين وبحق ممشى الذاهب إلى المسجد ونحو ذلك: فالله سبحانه وتعالى جعل على نفسه حقاً تفضُّلاً منه وإحساناً إلى عباده، فهو توسلٌ إليه بوعده وإحسانه وما جعله لعباده المؤمنين على نفسه؛ فليس من هذا الباب -أعني باب مسألة الله بخلقه-، وقد منعه فقهاء الحنفية، كما حدثني به محمد بن محمود الجزائري الحنفي رحمه الله بداره بالإسكندرية، وذكر أنهم قالوا: لا حق لمخلوق على الخالق)).


وقال عبد الحميد بك في تاريخه (ص190): ((وكان قبل وفاته بمدة يشرح متن البركوي في التوحيد، ووقف قلمه على قول صاحب المتن في حق الصحابة: (نحبّهم ونرتجي شفاعتهم). و[قال] في شرحه: أي لنا في الآخرة)).


ومن الظاهر أن هذا من أواخر مؤلّفاته، فهو يؤكِّد أنه رأيه الأخير.


موقفه بشأن ((الصِّفات)):

ساق أبو القاسم سعد الله في كتابه رائد التجديد (ص30) قسماً من فتوى للمترجم سنة 1226 في مسألة الرؤية، أبان فيها عن اتّباع المترجم لمسلك أهل السنة وأدلتهم، فمما قال فيها: ((ونحن لا نقول به [يعني رأي المعتزلة في نفي الرؤية] لضيق مجاله، فنُسَلِّمُه لأربابه، سالكين مسلك الجمهور من أهل السنّة، لوضوح أدلتهم)).

وفي هذا النص إشارة بأن المرجع هو الدليل.


موقفه من بعض الزنادقة مدَّعي التصوف:

وهناك نص يُلمس منه حزمه وقوة موقفه إزاء بعض الدجاجلة المتستِّرين بالتصوف، فقال ضمن فتوى عن حجاب المرأة: ((..وأما مؤاخاة المرأة في الله بهذا الغرض المحرَّم فإنها من كبائر المعاصي، فإن اعتقدها مع ذلك قُربةً -كما يقع من كثير من الدراويش المتقشفة- فإنه يصير بذلك كافراً مرتدًّا؛ لاستحلاله الحرام القطعي، فإن حرمة النظر إلى موضع الزينة من الأجنبية من الأمور القطعية الثابتة بقوله تعالى: {وَلا يُبْدِيْنَ زِيْنَتَهُنَّ} الآية، وعلى ذلك إجماع الأمة، وهو من ضروريات الدين، ومن استحلَّ الحرام القطعي الذي يعلمه كلُّ أحد من أهل الإسلام فإنه يصير كافراً.


فإن غلبَ فاعلَ ذلك الجهلُ والغباوة فإنه يُزجر عنه وتُكشف شبهته، فإن انتهى فذاك المراد، وإن أبى إلا تمادياً على ضلاله وغيّه فيجبُ على أمراء الإسلام قتلُه وإراحة المسلمين من شره، لظهور زندقته، والزنديق إذا أُخذ قبل التوبة قُتل ولا تُقبل له توبة.


ورفعُ[9] فساد هؤلاء الزنادقة -الذين أدخلوا على الإسلام وأهله أعظمَ الفساد- من أعظم ما يُتقرب به إلى الله تعالى، فهو من أعظم الجهاد، ولا تغتر بما يُظهرونه من الإصلاح والنُّسك؛ فإنه من مكر الزندقة وخداعها، أخزاهم الله، وأبعدهم، وسلّط عليهم من ملوك الإسلام الذابّين عن حمى شريعة سيد المرسلين من يشتّت شملهم ويحسم مادة فتنتهم وشرّهم))[10].


وهذا الكلام القوي يقوله في وقت ساد فيه التصوفُ الغالي من الزنادقة والدجالين، وعظمت بأصحابه البليّة، ولم تقتصر صولتهم على العامة والرَّعاع، بل شاع عدم الإنكار على شطحاتهم ومخالفاتهم الصريحة حتى من كثير من المنتسبين للعلم، وكانوا أداة نخر في المجتمعات الإسلامية، وساعدوا في سقوط بلدان المسلمين تحت وطأة الاستعمار مساعدة مباشرة وغير مباشرة، ولا يحتمل المقام التفصيل[11].


موقفه من الدعوة السلفية الإصلاحية في نجد:

سجّل لنا العلامة عبد اللطيف بن عبد الرحمن آل الشيخ نصًّا في غاية الأهمية في كتابه مصباح الظلام، فذكر (ص92) -ضمن دفاعه عن الإمام المجدِّد محمد بن عبد الوهاب- أن أهل العلم والفضل في عصره شهدوا له أنه أظهر توحيد الله، وجدد دينه، ودعا إليه، ثم نقل ذلك عن المؤرخ ابن غنام في تاريخه، ثم قال (ص93): ((وكذلك أهل مصر والشام والعراق والحرمين تواتر عن فضلائهم وأذكيائهم مدحه والثناء عليه، والشهادة له أنه جدد هذا الدين، كما قال شيخُنا محمد بن محمود الجزائري رحمه الله تعالى)).

وصِلَةُ المترجَم بالعلامة الشيخ عبد الرحمن بن حسن، وابنه الشيخ عبد اللطيف يظهر منها الموافقة والتقدير، كما دلت النصوص التي وصلت إلينا.


موقفه من الاجتهاد والتقليد:

إن المترجَم عالمٌ في المذهب الحنفي، وقد ألّف فيه، وكان مفتياً أكثر عمره، ولكن يظهر من النقول القليلة التي وصلت إلينا عنه أنه لم يكن متعصباً للمذهب ولا جامداً على نصوصه، فاستدلاله بالحديث والأثر كثير، ولا سيما في كتابه نظام الجنود، وهو ينص على عبارات تفيد الترجيح عنده، وهو يناقش الأقوال الفقهية، بل إنه نص في فتاواه أن التزام مذهب معين ليس لازماً ولا واجباً، وهو يقول: ((إن الواجب على العاميّ تقليدُ عالمٍ لا بعينه، كما يُفيده قوله تعالى: {فَاسْأَلُوا أَهْلَ الذِّكْرِ إِنْ كُنْتُمْ لَا تَعْلَمُونَ}، فمتى فعل ذلك فقد أتى بواجبٍ عليه، فصار خارجاً من العهدة)).

وقد مرَّ بنا أنه ألَّف كتاباً في الراجح من المذاهب المتبوعة[12]، وقد اعتُمد على هذا الكتاب في القضاء مدة، وقد وقف ضده الجامدون أصحاب المصالح الشخصية.

yamanifoudhil1972
عضو
عضو

عدد الرسائل : 73
نقاط : 10
تاريخ التسجيل : 04/11/2007

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

الرجوع الى أعلى الصفحة

- مواضيع مماثلة

 
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى